لماذا القرآن؟
من كتاب العودة إلى القرآن لماذا وكيف
للدكتور مجدي الهلالي
قد يتساءل البعض: وماذا يمكن للقرآن أن يفعله؟!
إن القرآن سيفعل الكثير والكثير بعون الله عز وجل، وسيظهر انتاجه في وقت قصير شريطة حسن التعامل معه.
- فالقرآن - كما مر علينا - سيعيد تشكيل العقل، وبناء اليقين الصحيح فيه، ليثمر ذلك انسجام القول مع الفعل.
- والقرآن قادر - بإذن الله - على طرد الهوى وحب الدنيا من القلب، وطريقته الفريدة في ذلك: زيادته المستمرة للإيمان، وتوليده طاقة كبيرة في نفس قارئه تدفعه للقيام بالطاعات ومقاومة الشهوات والسمو فوقها.
- وبالقرآن تتحقق الذاتية والإيجابية لدى الأفراد، فالقوة الدافعة، والطاقة المتولدة من القرآن وبصورة يومية تمثل أكبر دافع للمسارعة إلى الخيرات، وتنفيذ النصائح والتوجيهات التي تلقى على المسامع لتصبح واقعا ملموسا، دون الحاجة إلى شدة المتابعة، وهذا ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام، فكان يكفيه التوجيه ليسارع الجميع بالتنفيذ، فعندما بلغ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل» (1)، قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
- وعندما قال صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: «ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين» (2)، قال علي: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين (3).
- وبالقرآن نتحرى الصدق والإخلاص في أقوالنا وأفعالنا، فنزهد في الرئاسة، وحب الظهور، وبه نكف عن تزكية أنفسنا والمباهاة بإنجازاتها، فتصبح سريرتنا أفضل من علانيتنا (4).
- وسيعيد لنا القرآن الشعور بالعزة المفقودة في زمن الهزيمة النفسية .. منطلق هذه العزة: الشعور بقيمة الانتساب إلى الله عز وجل وحسن الصلة به، ومبعثها كذلك الثقة به سبحانه وتعالى.
- والقرآن يستثير كوامن العقل، ويحرره من أسر التقليد الأعمى، ويضبط هذا التحرر بضوابط الشرع. وهو أيضا يرفع قدره، ويعرفه قيمته في الكون، فينطلق إليه ليكتشف أسراره، وينتفع بقوانين تسخيره، ليبدأ علو المسلمين من جديد في شتى المجالات ويكون لهم قصب السبق كما كانوا من قبل.
__________
(1) متفق عليه.
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري برقم (3113، 5361، 5362)، ومسلم برقم (2727).
(3) صحيح الكلم الطيب ح (35).
(4) في الفصل الثالث (القرآن والتغيير) تم عرض الكيفية التي يقوم بها القرآن لتغيير العق لوالقلب والنفس.
من كتاب العودة إلى القرآن لماذا وكيف
للدكتور مجدي الهلالي
قد يتساءل البعض: وماذا يمكن للقرآن أن يفعله؟!
إن القرآن سيفعل الكثير والكثير بعون الله عز وجل، وسيظهر انتاجه في وقت قصير شريطة حسن التعامل معه.
- فالقرآن - كما مر علينا - سيعيد تشكيل العقل، وبناء اليقين الصحيح فيه، ليثمر ذلك انسجام القول مع الفعل.
- والقرآن قادر - بإذن الله - على طرد الهوى وحب الدنيا من القلب، وطريقته الفريدة في ذلك: زيادته المستمرة للإيمان، وتوليده طاقة كبيرة في نفس قارئه تدفعه للقيام بالطاعات ومقاومة الشهوات والسمو فوقها.
- وبالقرآن تتحقق الذاتية والإيجابية لدى الأفراد، فالقوة الدافعة، والطاقة المتولدة من القرآن وبصورة يومية تمثل أكبر دافع للمسارعة إلى الخيرات، وتنفيذ النصائح والتوجيهات التي تلقى على المسامع لتصبح واقعا ملموسا، دون الحاجة إلى شدة المتابعة، وهذا ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام، فكان يكفيه التوجيه ليسارع الجميع بالتنفيذ، فعندما بلغ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل» (1)، قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
- وعندما قال صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: «ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين» (2)، قال علي: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين (3).
- وبالقرآن نتحرى الصدق والإخلاص في أقوالنا وأفعالنا، فنزهد في الرئاسة، وحب الظهور، وبه نكف عن تزكية أنفسنا والمباهاة بإنجازاتها، فتصبح سريرتنا أفضل من علانيتنا (4).
- وسيعيد لنا القرآن الشعور بالعزة المفقودة في زمن الهزيمة النفسية .. منطلق هذه العزة: الشعور بقيمة الانتساب إلى الله عز وجل وحسن الصلة به، ومبعثها كذلك الثقة به سبحانه وتعالى.
- والقرآن يستثير كوامن العقل، ويحرره من أسر التقليد الأعمى، ويضبط هذا التحرر بضوابط الشرع. وهو أيضا يرفع قدره، ويعرفه قيمته في الكون، فينطلق إليه ليكتشف أسراره، وينتفع بقوانين تسخيره، ليبدأ علو المسلمين من جديد في شتى المجالات ويكون لهم قصب السبق كما كانوا من قبل.
__________
(1) متفق عليه.
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري برقم (3113، 5361، 5362)، ومسلم برقم (2727).
(3) صحيح الكلم الطيب ح (35).
(4) في الفصل الثالث (القرآن والتغيير) تم عرض الكيفية التي يقوم بها القرآن لتغيير العق لوالقلب والنفس.